عندما أضحى الموت "طوق نجاة"!!! - Osama Raghib

وبينما كان "الموريسكيون"، أحفاد المسلمين من سكان الأندلس، قد أُطلِق عليهم هذا المُسَمَّى بعد أن تم تعميدهم بالإكراه في سنة 1502، فإن الكتاب الذي بين أيدينا يتناول البعد الإنساني لحدث طردهم، ويحوم حول إستعراض بانورامي يتجسد في أخبار مرئية للمَشاهد التي وقعت أثنائه، إضافة لإبراز نصوص لأعمال بحثية وثَّقت الدراما التي حلت بأولئك الأندلسيين، من جوانب مختلفة.                        

                                                                                    حول دخول العرب لشبه الجزيرة الإيبيرية وظاهرة الأندلس الذي إنبثق تدريجيا مع القرن الثامن، قال الكاتب البلنسي بيثنتي بلاسكو إيبانييث (1867-1928) في كتابه "لاكاتدرال [بالعربية: الكاتدرائية]": "لقدإستقبلت إسبانيا حينئذ بفرحة الناس الذين قدموا من إفريقية: كانت البلدات تسلم أنفسها من دون مقاومة؛ فصيل من الفرسان العرب كان كافيا لفتح أبواب مدينة. كانت حملة حضارية أكثر من كونها فتحا[عسكريا]... كانت الشرقَ الذي دخل الى أوروبا... لم تكن غزواً بالإمكان إحتوائه بالسلاح؛ كانت حضارة فَتِيَّة تلقي بجذورها في كل مكان... من القرن الثامن لغاية الخامس عشر تمت إقامة وتنمية أرقى وأغنى حضارة في أوروبا القرون الوسطى".                            

وحيث وجب لأن يكون للعلاقات الإنسانية والتفاعل الثقافي دوره في تنمية روح التسامح وفتح طرق التفاهم والتعاون بين الشعوب، فإن تحفيز مدارِك القارئ حول أبعاد المأساة والأواصر المشتركة التي تجمع إسبانيا مع العالم العربي –في هذه الحالة– يسعى لأن يكون مثالا وسببا مساعدا لتهيئة مناخ أفضل لواقعنا الإجتماعي المنسجم؛ المتعدد

Autor: VV.AA

Coordinador Osama Raghib Deeb